رغم مشاهد الحرب التي لا زالت ترتسم في ذاكرتها الغضة وفقدان والدتها بعد لجوء عائلتها إلى ألمانيا تمكنت الطفلة السورية “يم ياسر الحمد” 7 سنوات من التفوق في مدرسة “الأخوين غريم” بمدينة “هاناو” الألمانية بمعدل درجات لم يتمكن أحد من طلاب المدرسة من تجاوزه منذ أكثر من ربع قرن وفق تأكيد المدرسة.
لجأت عائلة الحمد من قرية “البو عمر “التابعة لمحافظة دير الزور إلى ألمانيا في النصف الثاني من عام 2014 إثر إصابة الطفلة “يم” بمرض اليرقان بعد قصف محطة محروقات مقابلة لمنزلهم بالبراميل المتفجرة، وبعد اللجوء كانت الأم حاملا بطفلة جديدة قبل أن يوافيها الأجل أثناء ولادتها بتاريخ 1/ 11/ 2015 فعاشت يم حياة اليتم والمرارة مبكراً، ولكنها استطاعت أن تتجاوز المعاناة التي خلفها فقدان والدتها فانكبت على دراستها.
وكانت كما يقول والدها ياسر الحمد- تتابع برامج الأطفال في التلفزيون الألماني بمفردها دون رعاية أو اهتمام من أحد، وكان هو يتابعها ويشجعها ويكافئها على أي نشاط بشكل خفيف لأنه لا يتقن اللغة الألمانية.
وعقب كل اختبار كانت المعلمة والإدارة يخبران والد يم بتفوقها وعلاماتها الممتازة، ولكنه كان يعتقد أن هذا نوع من التشجيع الإنساني كونهم يعرفون أنها يتيمة الأم.
ويضيف والد “يم” وهو مدرب إسعافات أولية: “بعد انتهاء الفصل الثاني للعام الدراسي فوجئت بمديرة المدرسة والمعلمة ومندوب لبلدية “هاناو” يطرقون باب منزلي حاملين هدايا الألعاب ووثيقة نتائجها رغم أن العادة جرت أن يستلم الطلاب النتيجة في مدارسهم”. ويوضح أن معدل ابنته بحسب النتائج كان مرتفعاً وغير مسبوق منذ 26 عاماً حسب ما أكدت له مديرة مدرستها- وجاء هذا التفوق على مستوى المدينة ككل، لأن نظام المدارس هنا موحد والنتائج متداولة بين الإدارات.
ويضيف محدثنا أن “يم” أثبتت ذكاء مميزاً بالنسبة لمن هم بمثل عمرها من خلال تعاملها في البيت والمحيط الاجتماعي، ولكنه لم يكن يتوقع أن تتفوق على أقرانها الألمان بهذا الشكل رغم عائق اللغة، ونظراً للأثر النفسي الذي تركه فقدان أمها.
ولفت إلى أن “يم تحب المدرسة وتكره أيام العطل المدرسية، وتعشق مادة الحساب والعلوم والرياضة والرسم”، مؤكدا أنها استطاعت أن تنسج علاقات مميزة مع زملائها في الصف، وأن تتقن القراءة والكتابة باللغة الألمانية، علماً أنها التحقت بالمدرسة أواخر شهر شباط فبراير الماضي.
وفي بهو منزلها الريفي في مقاطعة “هاناو” تمارس “يم” طفولتها البريئة التي حرمت منها جرّاء الحرب والمرض دون أن تكف عن مراقبة السماء، محاولة أن تتناسى مشهد البراميل المتفجرة التي سقطت على محطة محروقات مقابل منزل عائلتها في قرية “البو عمر” بريف دير الزور، وأصيبت على إثرها بمرض اليرقان لمدة 3 أشهر، وإلى الآن تخاف الطفلة من هدير الطائرات، ولكنها ترغب أن تكون رائدة فضاء وتطلب من والدها بالونات ملونة تطير فوقها لترى أمها في الجنة.
لا اصدق هو فلسطيني مو سوري لن اصدق
ردحذفالسوري ذكي كثير
ردحذف